كانت الساعه
تجاوزت الثامنة والنصف بقليل عندما وقفت في شرفة المنزل باحثاً عن أي مواصلة توصلني الامتحان اللي هيبدأ بعد نصف ساعة .. حاولت إيقاف أي ميكروباص كونكورد أو حتى تاكسي أباتشي لكن دون جدوى كان الزحام شديد لدرجة إني إضطريت إني أركب أوتوبيس بيونج نقل عام كان الأوتوبيس قادم في الجو من بعيد تتصاعد منه الأدخنة السوداء بينما مال على إحدى أجنحته من شدة الزحام حتى كاد الركاب يتساقطون منه.. كان على أن أتشعبط مع المتشعبطون .. قعدت مستني لغاية ما جه قدام البلكونة وهب رحت ناطط ومتشعبط ع الباب ولكني سمعت هذا الصوت المعدني المألوف للكمسري الآلي (يا ..حضا..رات..من.. فض..لكم..ت..ذا..كر..ما..حدش ..ي..زوغ)
أفلت إحدى يدي وأخرجت من جيبي ورقة بميت ألف
-تذكرة سوتر يا أسطى لو سمحت
ل..سه..خمس..ميت..ألف
ليه يا أسطى ..ما أنا لسه راكب من يومين بميت ألف
ال..وقود..ال..نو..وي..غلى
الله يخرب بيوتكم أنتوا ماسبتوش حاجة إلا إما غلتوها
وفجأة أنطلق صوت عراك من داخل الأوتوبيس ..
-قولتلك أفتح الشباك لو أنته بتدايق من السجاير
-وأنا قولتلك إن الشباك بيدخل سحاب وأنا عندي حساسية من السحاب
-لما أنته عندك حساسية من السحاب بتركب طيارة نقل عام ليه .. ما تمشى ع الأرض أحسن أهو حتى توفر
-وأنته هتمشيني على كيفك ياروح امك
-وكمان بتجيب سيرة الأم ..طب خد........
وأنطلقت مباراة للمصارعة على الموسيقى التصويرية لصويت النساء وبكاء الأطفال .. وانطلق صوت أحد الركاب: احنا نطلع ع القسم بالطيارة أحسن
صرخت فيه: قسم؟؟.. قسم إيه ياعم؟؟ أنا مستعجل وعندى أمتحان وبعد مجهود مضني من المحايلة أقتنع الراكب المدخن أنه يطفي السجارة، ويادوب هما هدو من هنا وانطلق الصويت من هنا :الحقوني يا ناس .. الحقوني الموبايل بتاعي اتسرق
سألها أحد المجاورين لها: هو نوعه إيه ياست؟؟
نوكياn9000
ده أنا لسه جيباه جديد بعشرين مليون .. ده أنا لسه بسدد في تمنه
هتف نفس الراكب بتاع العركة الأولانية: خلاص ياست احنا نطلع بالطيارة ع القسم
صرخت فيه: إنته إيه حكايتك؟؟ .. كل شويه قسم .. قسم .. إنته عليك عفريت اسمه القسم ؟؟ بقولك عندي إمتحان
تركته والتفت إلى السيدة وقلت لها خدي ياست موبايلي مليه رقمك وهو هيتصل بموبايلك ..ملت الست الرقم للموبايل فانطلق منه صوت يقول: عفوا الهاتف الذي طلبته ربما يكون مسروقاً من فضلك حاول الأتصال بالقسم
صرخت فيه حتى أنته طب والله لنا بايعك .. التفت إلى الناس قائلاً: ياجدعان اللي شاف موبايل الست دي يطلعه احنا مش ناقصين عطلة .. فانطلق صوت حريمي من آخر الطيارة: هو الموبايل هفان ومخطط بأورنج؟؟
أجابت المرأة: أيوة يابنتي..
أنا شوفته في إيد الراجل ده .. ألتفت الجميع إلى الرجل الذى أشارت إليه فأخذ يلتفت يمينا وشمالاً ثم أخرج من جيبه مطواه ليزر.. وصرخ: اللي هيقرب مني هقطع وشه بالمطوة دي أرجع ورا أنته وهو ألا أفتح كرشك .. لكن أحد الشباب هجم عليه من الخلف وأخذ منه المطواة وأنهال عليه الجميع بالضرب ثم قال أحدهم: هنعمل فيه إيه دلوقتى؟؟ .. فأجاب أخينا إياه: لازم نسلمه للقسم
نظرت إليه في غضب هي الداية اللي ولدتك كانت شغالة مرشدة بوليس؟؟!! .. ماتهمد بقى ..
ردت إحدى العجائز: لأ يا بني .. قسم إيه ده برضه كلام؟؟ .. أنتوا عايزين تضيعوا مستقبله ده حتى شكله ابن ناس بس هو اللي الشيطان غواه.. احنا نرميه من شباك الطيارة .. لو مات أدينا أستريحنا منه ولو عاش يبقى ربنا عايز كده!!
رددت عليها: الله ينور عليكي ياحاجة .. شايفين كلام الناس العاقلين؟؟ وهنا وصلت إلى سوتر فتركت الطيارة ونزلت تاركاً ورائي هذا الحرامي ليلقى مصيره بين عاشق القسم والحاجة العاقلة بتاعة الشباك
أما عن أنا عملت ايه في الإمتحان ؟lمش مهم تعرفوا
هذه القصة صادفتها من واحدة على موقع ماشى واسمها مرمر وشكرا لك يامرمر...........